22‏/04‏/2013

بيكاسو وستاربكس


شدّني اسم الكتاب منذ شاهدته و دفعني لكي ابحث عنه لألتهم صفحاته ، لكن في بداية قراءتي له شعرت بالملل كما شعرت بالفجوة بين عنوان الكتاب وما يحويه ، الا ان فضولي لافهم العلاقة بين مقهى ستاربكس وبيكاسو ألحّ علي لاستكمل القراءة ، وبعد كل مقال تلو الاخر تخيلت أنني أجلس مقابل الكاتب "ياسر حارب" وليس الكتاب يُحدثني عن وجهة نظره في هذه وتلك وتجربته مع ذا وذاك..
أعجبتني النظرة الواقعية للكاتب، بل والشمولية أيضاً .. أحببت اعترافه بعجزه أحياناً، وتجرّده من المثالية .. والأجمل لمسه للجانب الروحي في بعض مقالاته كـ الحج الي مكة والتأمل ،، وأحيانا أخرى كان يحكي عنه هو شخصياً ،،
اخترت ان اكمل الجلسة والاصغاء لكل ما يرويه الكاتب، برفقة صديقتي الجديدة جاكي افانكو، وما كان جميلا أخذته وما لم يكن بقي وجهة نظر في طيّه !
لكني في النهاية فهمت العلاقة بين بيكاسو وستاربكس ..
ففي ستاربكس عليك ان تكون "كوول" لكي تتناسب مع أجواء ستاربكس، واعني بذلك انه عليك ان تلبس بطريقة عشوائية، وتسرح شعرك بشكل غريب، وعليك في معظم الاحيان ان تضع كمبيوترك المحمول امامك، لا لشئ الا ليقال عنك انك كوول، وعليك ان تجلس واحدى رجليك على الكرسي والاخرى تلوح في الهواء لتقول للاخرين بانك شخص غير مبالٍ بالعالم من حولك، فانت مرح واجتماعي وتخالط العالم من خلال كمبيوترك فقط ، حتى قهوتك -التي تتجرعها بمرارة- فانه عليك ان تبدي للاخرين بانك لا تستطيع العيش دونها، لانك انسان "عصري" يحب ارتشاف القهوة في كل وقت ليشعر بأنه في أوج قوته ونشاطه..
وثقافة ستاربكس تلتقي مع ثقافة فنان القرن العشرين الاكثر شهرة على الاطلاق "بيكاسو" في عالم اللامبالاة وفي انتاج اللا معنى، ففي ستاربكس تبدو جميع الجدران كانها من اعمال بيكاسو، فهي مبهمة ومملة في كثير من الاحيان، الا انه علينا الا نتحدث عنها بلغة بسطية عندما ننظر اليها، وعلينا ان نطبق شفاهنا ونعقد حواجبنا لكي نبدي للاخرين اننا ندرس هذه الجداريات بروية لنعرف مغزاها !




هناك تعليق واحد:

المهندس احمد يقول...

ليس لنا ان نعلق على ستاربكس فهناك الملايين من رواده الذين يرتادونه لكي يعززوا الشعور باللامبالاه في انفسهم