26‏/08‏/2011

الخالـدون (4) جورج برناردشو


يزخر العالم باسماء كثيرة لامعة يشار الى اصحابها بالبنان، ولكن ليس فيه الا العدد القليل من المشاهير الذين يُعرفون بالاحرف الاولى من اسمائهم !، وأحد هؤلاء القلائل رجل ايرلندي معروف بالحروف الاولى من اسمه وهي "ج.ب.ش" ..


"ج.ب.ش" هي الحروف الاولى لاسم جورج برناردشو الحائز على جائزة نوبل للآداب في سنة 1926 ،، مؤلف مسرحي، وخطيب، وناقد فني وأدبي فذ ..

حياته.. 
ينتمي والده الى عائلة ايرلندية طيبة، ولكن امه حُرمت من ميراثها لان عمتها الغنية لم تكن راضية عن زواجها به ،، وساءت الاحوال المالية بالاسرة فاضطر جورج برنارد ان يكسب العيش بعرق جبينه وهو في الخامسة عشرة من عمره، وقد ظل يشغل طيلة العام الاول وظيفة كاتب باجر يقل عن جنيه واحد في الشهر ! ،، ومن سن السادسة عشرة الى العشرين اضطلع بمسئولية متجر كان يقوم بكل عمل فيه تقريبا مقابل خمسة وثلاثين شلنا بالاسبوع، لكنه كره الوظائف لانه كان قد تربى في بيت تُحرق فيه الشموع امام محراب الفن والموسيقى والادب ..

العزيمة الجبارة تجعل المستحيل ممكنا !
وقبل ان يحتفل بعيد ميلاده العشرين حدث نفسه قائلا: " ليس لي الا حياة واحدة لأحياها ولن اضيعها في وظيفة كتابية !" ،، وهكذا ما ان حل عام 1876 حتى احرق كل الكباري التي تربطة بالوظيفة ثم رحل الى لندن حيث كانت امه تكسب عيشها من اعطاء دروس في الغناء، وهناك بدأ اشتغاله بالادب، الذي قدر له ان يدر عليه ثروة طائلة ويجعل له اسما مدويا في مشارق الارض ومغاربها، لكنه سار في طريق مملوء باشواك الفشل مدة طويلة من الزمن، فظل يكتب تسع سنين كاملة وهولا يلقى نجاحا ولا يفوز بطائل وبالرغم من ذلك فقد صمم على ان يكرس كل وقته للكتابة ،،
 ومن العادات التي انتهجها دون ان يحيد عنها بعد ذلك قيد انملة، انه كان يكتب كل يوم خمس صفحات كاملة، سواء وجد في نفسه ميلا للكتابة او لم يجد، ويقول برناردشو في هذا الصدد: "كانت بقايا من صفات التلمذة والووالوظيفة لا تزال عالقة بي، حتى اني كنت اذا انجزت الصفحات الخمس المقررة لليوم، اقف عند هذا الحد ولو لم اكمل جملة مفيدة يحسن السكوت عنها !، خمس صفحات وكفى، لا اكثر ولا اقل !"
وفي كل هذه السنوات التسع التي قضاها في الكتابة لم يكسب من قلمه الا خمسة جنيهات اجرا لكتابة مقال عن الطب كلفه به احد المحامين لسبب غير مفهوم ،، وفي مرة اخرى كسب جنيها واحدا لقيامه بفرز الاصوات في ايام الانتخابات.

الخطيب الثائر كان فتا خجولا !!
ولا يكاد العقل ان يصدق ان برناردشو الخطيب الجرئ الذي كان له وجه كالصوان يستطيع به ان يقف امام الجموع الحافلة ليندد بقوانين الزواج، وينتقد النظم الدينية، ويسخر من الاوضاع الديموقراطية، والذي لم تسلم من لسانه كل التقاليد البشرية المرعية الجانب، كان يعاني في صباه من الخجل والحياء ومركب النقص..
لكنه اهتدى اخيراالى اضمن وافضل وسيلة للتغلب على الخوف والجبن، حين التحق بجمعية للمناظرة وتعلم كيف يخطب في الاجتماعات العامة ..  وفي المرات القليلة الاولى التي وقف فيها خطيبا كان يلعب بعقول سامعيه وينتزع المديح من افواههم، حتى انهم كانوا يختارونه رئيسا للاجتماع القادم .

وفاته..
ومع ان برناردشو ولد في عام 1856 فانه كان يقول انه جدا منشغل بالحياة بحيث لا يجد متسعا من الوقت للتفكير في الموت ! ،، وقد عمر طويلا فمات في عام 1950 وله من العمر اربعة وتسعون عاما ،، مات وان عاش اسمه من الخالدين، ومن اقواله الماثورة في هذا الصدد : "اني احب الحياة للحياة نفسها .. وليست الحياة عندي شمعة قصيرة الاجل، بل هي شعلة متوهجة، امسك بها ما دمت حيا، ثم اسلمها للاجيال المقبلة على ما هي عليه من التوهج والتألق .."

هناك تعليقان (2):

al-farasha يقول...

جورج برناردشو
شخصية جدا رائعة

"اني احب الحياة للحياة نفسها .. وليست الحياة عندي شمعة قصيرة الاجل، بل هي شعلة متوهجة، امسك بها ما دمت حيا، ثم اسلمها للاجيال المقبلة على ما هي عليه من التوهج والتألق .."

لمقولته تلك وقع جميل في قلبي وعقلي ...

المتألقة رنــآ
ج
الله يعطيكي العافية

غير معرف يقول...

ممتاز ورائع