16‏/04‏/2013

تقوقع




كثيرون هم المتعلمون، قليلون هم المثقفون، نادرون هم الواعوون ساعة الخلاف لمبدأ احترام الرأي والرأي الآخر، فتجد فيهم تعصب الجاهلية الأولى بل أشد ! ،
لست من المثقفين ولا أدّعي أنني منهم، لكني مؤمنة بأن لي رأيي ولك رأيك ولكلٍ طريق ما شاء اختاره ويسير به وعليه، وأكره ذوي الثقة المبالغ في تقديرها ، وكأن لهم علم الخضر عليه السلام وما أوتوا به من علم لم يؤتى لأحد غيرهم،
وأحترم من استقل بقوقعته حينما وجد ان الخروج منها سيؤذي بصره وأذنه ، ولا أرى عيباً او ضعف ايمان بذلك، بل هو أخف الضررين، واني لأمقت غير ذلك.

ربما جميعنا نحتاج بين الفترة والأخرى الي العيش في قوقعة بمعزل عن الآخرين، نمارس أثناءها وحدتنا لكي نعيد لملمة ما تبعثر فينا أثناء انشغالنا بكل شئ الا دواخلنا وتطهيرها من التلوث الذي التصق بها جراء احتكاكنا بعوادم الحياة، واني لاجد في ذلك صحة للعقل والبدن والروح معا، فترة نعيشها بعيدون عن ضوضاء الحياة بأشغالها وناسها وخلافاتهم، هل هو بالأمر الصعب ؟ وما الذي يمنعنا عن القيام بذلك سوى جزعنا البشري الى الدنيا وما فيها وكأن في كل ثانية هناك فرصة ضائعة في مكان ما !



ليست هناك تعليقات: