14‏/08‏/2011

الخالـدون (1) وليم شكسبير


لم يلق احدا بالاً اليه وهو على قيد الحياة .. بل ان اسمه ظل شبه مجهول خلال المائة عام التالية لوفاته .. لكن منذ ذلك التاريخ حتى اليوم كُتبت عنه آلاف الكتب، وملايين الكلمات، واثار اسمه من التعليقات على ادبه وشخصه اكثر من اي اديب آخر في تاريخ العالم .. بل ان ان آلافا من الناس "يحجون" كل سنة الى المكان الذي ولد فيه ..


وليم شكسبير شاعر الانجليز وكاتبهم الاعظم !
انتج اربعا وثلاثين مسرحية، بين فكاهية وتاريخية وتراجيدية، الى جانب القصائد والمقطوعات الشعرية التي بلغ عددها 154 ،، لم يتلق من الدراسة الا ما يعادل المرحلة الاولية، والتحق في الثانية والعشرين بفرقة مسرح "بلاكفريارز" بلندن، فلم ينقض عام حتى غدا صاحب المسرح .
ولو عقدنا مقارنة بين عصر شكسبير وعصرنا الحاضر، لادركنا اننا نعيش الان في ايام رخيَّة هنيئة بالقياس الي تلك الايام .. ففي زمن شكسبير كان نصف سكان البلدة يعيشون على البر والاحسان، كما كان اكثرهم امين، بل ان والد شكسبير ووالدته واخته وابنته ثم حفيدته .. كانو جميعا يجهلون مبادئ القراءة والكتابة !!

زواجٌ .. إجباري !
ومن عجائب المفارقات ان مأساة شكسبير كانت زواجه ! ،، كان قد احب "آن هويتلي"، لكنه في الساعات المتاخر من الليالي المقمرة كان يمتحن الاقدار باللهو مع فتاة اخرى هي "آن هاثاواي" .. فلما علمت آن هاثاواي ان حبيبها ينوي الزواج بغيرها صعقت وجنت فزعا وبأسا .. وفي نوبة باسها اندفعت تطرق ابواب جيرانها لتبكي عارها امامهم،وتوضح لهم لماذا ينبغي على شكسبير ان يتزوجها، واحس جيرانها البسطاء الطيبون بالخزي الذي تعانيه التعسة، واستبشعوا فعلة الشاب، فمضوا في الي اليوم التالي مباشرة الى دار العمدة والجهات المختصة وشرعوا في اتخاذ الاجراءات الرسمية لتزويج شكسبير من ضحيته آن هاثاواي ..
تزوج في سن الثامنة عشر وكانت العروس تكبر عريسها بثمانية اعوام، ومنذ البداية كان زواجهما رباطا تعسا، وقد حذر شكسبير فيما بعد قراء رواياته الرجال من ان يتزوجوا نساء يكبرنهم في السن ..
ولم يترك لزوجته في وصيته ولا بنسا واحدا ! لم يترك لها غير سرير نومه المستعمل .. وحتى هذا لم يفكر فيه الا آخر لحظة، فكتبه حشرا بين السطور بعد ان انتهى من صياغة وصيته .
 _ _ _ _

وبعد وفاته بسبع سنوات نشرت مسرحياته لاول مرة في صورة كتب .. وانت تستطيع اليوم الحصول في نيويورك على نسخة من تلك الطبعة الاولى مقابل 250 الفا من الجنيهات، مع ان مؤلفها شكسبير نفسه لم يقبض اجرا على بعض مسرحياته الخالدة ذاتها مثل هملت او مكبث او حلم ليلة صيف اكثر مما يوازي الان مائة جنيه للواحدة !

وقد راجت في وقت من الاوقات شائعات وأُلفت في ذلك عشرات من الكتب تزعم ان كاتب مسرحيات شكسبير هو سير "فرنسيس بيكون" وليس شكسبير، وان هذا الاسم الاخير ما هو الا اسم وهمي مستعار اتخذه بيكون ليستتر وراءه خجلا من ان يكتب نبيل في الحب، ويمثل ما يكتبه على المسارح ، وبالتالي تزعم تلك الشائعات ان شكسبير شخص خيالي لم يوجد اصلا !!
الا ان الباحث المحقق "دكتور ثانتباوم" الذي الف كتبا عن شكسبير قال ان هناك ادلة قاطعة تؤكد ان مؤلف مسرحيات شكسبير هو "وليم شكسبير" الذي ولد وعاش زمنا في بلدة "سترانفورد أون أفون" .

يُقدّرون أمواله .. لا أدبه !
وعندما مات شكسبير دُفن في كنيسة بلدته الصغيرة "سترانفورد" امام منبر الواعظ .. ولم يكن ذلك  تقديرا لعبقريته، بل ان الشاعر الذي صار فيما بعد قطاب الادب الانجليزي وعماده الاول، انما دفن في تلك الكنيسة لانه كان يقرض الاموال لاهل بلدته .. ولو لم يفعل ذلك مبتكرا شخصية المرابي شايلوك –تاجر البندقية- لكانت عظامه اليوم ضائعة المعالم في قبر لا يعرف احد مكانه !


لا ترى كل ما تراه عيناك .. ولا تسمع كل ما تسمعه أذناك ! ~ شكسبير


تحياتي 

هناك 6 تعليقات:

asma gamal يقول...

جميل منكِ عزيزتي بأن تذكرينا بسِير تلك الشخصيات
الخالدة في التاريخ وفي الادب ..

في انتظار لمساتك الجديدة في حكايات شخصيات آخرى :)

دمتي بعز وتقدم ياصديقتي

rana يقول...

شكسبير من الشخصيات التي احب اقواله لانها واقعية جدا تحاكي الأزمنة كلها ، لكن استوقفني سؤال لماذا لم يشتهر بسرغة هل كان تقصيرا منه ام فعلا الجانب المادي له اثر كبير في ذلك ؟؟!!

استمري ، مجهود رائع ومميز

رَنــآ يقول...

يا هلا رنوش
فعلا اقوال شكسبير واقعية وتحاكي الازمنة لهيك ادبه خالد ،،

بالنسبة انو ليه ما انشهر شكسبيرو في حياته فما بتصور الجانب المادي الو علاقة .. وحسب ما فهمت من اكتر من مقال عنه انو هو نفسه ما كان اله مجهود كافي لينشر مسرحياته .. بمعنى انو في بعض مسرحيات تم تمثيلها على مسارح بسيطة وقام بالادوار ممثلين عاديين، لكن بعد وفاته فطن الها نقاد الادب، وحسوا بقيمتها وبدت تنتشر وتاخد مكانتها المستحقة !

al-farasha يقول...

رائع جدا غاليتي رنــآ
اقوال شكسبير خالدة وهي فعلا تحاكي الواقع وذلك بسبب نوع الحياة التي عاشها شكسبير
لكني استغرب ان يكتب عن الحب بتلك الاحترافيه إلا ان زواجه لم يحمل ذلك الحب اطلاقا


متابعه لكِ

رَنــآ يقول...

ربما كان يكتب عن حلم تمنى ان يصبح حقيقة ويعيشه احدهم ولو على المسرح !

تسعدني زيارتك دوما وابدا
^_^

غير معرف يقول...

لكي تحياتي وتقديري لكي لا سواكي ..