18‏/06‏/2012

بورتريه الوحدة



كانت هذه محاولتي الثانية لفهم اسلوب الكاتب محمد حامد، بعد قراءتي لروايته ارواح عارية، والتي نجح في تعبئة صفحاتها بكلام معبّر احيانا وطلاسم احيانا اخرى.
في بورتريه الوحدة كنت اشبه بفاقد البصر اتحسس ملامح اللوحة التي رسمها الكاتب في روايته، كانت قراءة متعبة، اقرأ السطر مرتين لاعرف ما علاقته بما قبله..


الرواية احتشت برسائل بين مي وماجد ،، ماجد رجل متزوج وعنده كندة، منفصل عن زوجته بشكل مؤقت،  اولى الرسائل كانت من مي و وصلت ماجد عن طريق الخطأ، لكن ماجد استغل الفرصة واخذ يراسل مي من باب التسلية !، ولانه لا اسهل من التحدث لغريب، فقد استرسل ماجد واتخذ مي صديقة مراسلة يفضفض لها بمكنونات نفسه ،،

هذه امثلة لبعض ما جاء في رسائل مي وماجد :

رسالة رقم: 45، في الوقت الذي كانت فيه العصافير تشحذ همّة بعضها لتستيقظ.

انا اكره المقدمات، تجلعني البداية دائما في حالة توتر كتائه على مفترق طرق ولديه فرصة وحيدة لاختيار المسار الذي سيمضي خلاله. وكأن الحياة كانت تنتظر ان تفرغ العائلة من تقرير مصيري بتحديد اسمي، ثم تبحث عن القدر المخبأ في صندوق مغلق بكلمة سر هي: أنا، وتفتحه ليتساقط القدر هتّانا فوق طريق حياتي فتنبت لحظاتي.
 "مي"

مؤلم جدا ان تاخذ الاشياء التافهة التي تحيط بنا كل هذه الاهمية، ونعجز ان نجد لذواتنا قيمة، نعجز ان نحقق لنا وللآخرين المكانة والمنزلة التي يستحقونها، الانسان فقط دونما هذه الممتلكات يستحق ان نحترمه، ونحترم عواطفه وعقله، ونتجاوز التفكير في –قيمتك ما تملكه- بل قيمتك انسانيتك !. 
"ماجد"

رسالة: 63، بينما تنقر العصافير أعواد القصب لتبني عشا، صنعت لنا الناي

اودّ ان الوذ بالسماء. هكذا تتابني حالة تجلّ لحظة تتجه الحياة نحو المساء ويهطل الظلام، افرغ ذاكرتي من ذكرياتي، وامضي برتابة نحو صومعتي، واخشع في تلاوة صمتي حتى ياتي السحر, أتوضأ بدعوات المنيبين، وأعلّق في اثرهم بقايا امنياتي، ثم الثم محاريب تبَتلهم، اتنفس رائحة حسناتهم، وبعدها اصلي لربي: ان يهب روحي الدفء والسكينة وانام، ولم أنم.
"مي"

يا الله هذا العالم يعرفني دون ان اتذكر اسمي. سأطلق على نفسي اسم دبوس صغير، ينتمي لذات القبيلة التي تعود اليها الابرة التي خاطت امي قميصي بها وظللت ابكي لاني اعتقدت ان القميص يتوجع. دبوس ولا اتذكر عدد المرات التي لم ابكِ فيها فيما بعد حينما عاودت امي خياطة قميصي وظننت انه لم يعد يتوجع بينما هو يتألم، وهذا السبب جعله يتوقف عن النمو بينما استمر جسدي يكبر. انا مسمار الان، واحتاج قميصا جديدا دون أكمام يستوعب جسدي، ثم أجهشت بالبكاء.
 "ماجد"
 ________
والطريف انه فيما بعد اكتشف ماجد ان الرسائل التي كانت تصله ما هي الا مزحة من صديقه باسل المحب للعبث والسخرية منه..

اما الأطرف او ما يُسمى بالحبكة المتقنة في الرواية هي ان رسائل ماجد ومي او باسل هي رسائل وهمية، ولم تكن سوى نسج خيال مي الفتاة المريضة بالتوحّد، نصحها معالجها النفسي بان تتخيل انها انثى طبيعية، فعلت وتخيلت اشياء كثيرة J



مني إلى المنهك بالكتابة..


Yiruma - Kiss The Rain