27‏/10‏/2011

الخيميـائـي

كان يدعى سينتياغو.. يعشق الترحال .. راعيا يحلم ان يجوب العالم مع اغنامه ،، جاب نصفه او ما يظنه كذلك، لكن لم يعد لحلمه قيمة تُذكر عندما استبدله بعيون اندلسية ذات شعر أسود مسدول ،، ابنة احد تجار غزل الصوف..
فقد تبدُلت رغبته في التعرف على نساء وحقول واراضي البلاد التي كان يأتي منها الرّحالة، الى الرغبة في الاستقرار بمدينة تسكنها عينان تذكرانه نوعا ما بالفاتحين العرب القدماء ،، الى أن ..

زاره الحلم القديم ذاته للمرة الثانية .. بينما كان نائما في كنيسة مهجورة نمى بالقرب منها جميزة عملاقة ،، ليجبره على زيارة عرّافة غجرية في المنطقة .. آملا ان تكون على معرفة باللغة الكونية التي نطق بها حلمه، دفع مقابل تفسيرها له عُشر الكنز الذي رآه في منامه، وغادر بتهكم يائس من طوق نجاة ،، لكن..
كان لـ قوى خفية دور، وعلى مقعد الساحة ،، وبتطفل عجوز لا يكف عن حشر انفه، ساومه احدهم على عُشر الكنز فيما لو علّمه كيف يصل اليه !!

انه ملكي صادق .. ملك سالم ، عجوز لم يكتفي برؤية حالم، اضاع كنزه برعي الاغنام والسعي وراء الكلأ والملأ ،، واصر على ان يعيش الشاب أسطورته الشخصية ! ،، وبالمقابل تعهد برعاية الاغنام الى ان يعود سينتياغو بعُشر الكنز المخبأ في اهرامات مصر..

آثر ان يسعى وراء كنزه ،، لكن كان يتوجب عليه عبور الصحراء ،، وفي احدى واحاتها قُدّر له بان يقابل "الخيميائي" ، رجل يتقن اللغة الكونية ، اخذ على عاتقه مساعدة الشاب لايصاله الى الاهرامات، وفي طريقهما علّم سينياغو التحاور مع الريح، السحاب، الشمس بل .. اصبح رجلا يجيد لغة الصحراء !!

وتحت ضوء القمر، عند اهرامات مصر، وكما اخبره المنام، وجد كنزه ! الذي بدوره دلّه على كنيسة مهجورة ، سقفها قد انهار منذ زمن، يوجد بالقرب منها شجرة جميز عملاقة، اسفلها هناك صندوق ذهب :)

ملخصي للرواية.. 



الخيميائي ،، الاسطورة الشخصية ،، اللغة الكونية ،،القوى الخفية !! ..... اي طلاسم هي هذه ؟!

كـ حال اشياء كثيرة، قد تبدو تلك الكلمات اشبه بشيفرة "دافنشي" تحتاج الى عالم خبير لفكها، لكن الامر دوما على هذا النحو عندما يتعلق باحدى اعمال الروائي البرازيلي "باولو كويلو"، -وهذا ما اعتاد عليه قرّاءه-  لتصبح "طلاسمه" اشبه بسمفونية يتميز بها كويلو ولا احد غيره !

الخيميائي..
ابداع فاق الحدود، استحق ان يكون من اكثر الكتب مبيعا على مر التاريخ ،، يستعرض كيف يمكن لحالم ان يقلب حلمه الى حقيقه، بمجرد ان يؤمن بذلك !، وكيف له ان يحسم النزاعات التي تشوب بداخله لتعصمه عن تحقيق حلمه،،
لمن قرأ الرواية اراهن ان شيئا ما تغير بداخله، ولمن لم يقرأها فلا اجد لي نصيحة له سوى قرأتها .

اما بالنسبة للمقتطفات..
فعندما تكون الخيميائي فلا وجود لمقتطفات .. فكل كلمة فيها تحمل شئ ما لذوي الألبـاب..


تحياتي
^_^