27‏/10‏/2011

الخيميـائـي

كان يدعى سينتياغو.. يعشق الترحال .. راعيا يحلم ان يجوب العالم مع اغنامه ،، جاب نصفه او ما يظنه كذلك، لكن لم يعد لحلمه قيمة تُذكر عندما استبدله بعيون اندلسية ذات شعر أسود مسدول ،، ابنة احد تجار غزل الصوف..
فقد تبدُلت رغبته في التعرف على نساء وحقول واراضي البلاد التي كان يأتي منها الرّحالة، الى الرغبة في الاستقرار بمدينة تسكنها عينان تذكرانه نوعا ما بالفاتحين العرب القدماء ،، الى أن ..

زاره الحلم القديم ذاته للمرة الثانية .. بينما كان نائما في كنيسة مهجورة نمى بالقرب منها جميزة عملاقة ،، ليجبره على زيارة عرّافة غجرية في المنطقة .. آملا ان تكون على معرفة باللغة الكونية التي نطق بها حلمه، دفع مقابل تفسيرها له عُشر الكنز الذي رآه في منامه، وغادر بتهكم يائس من طوق نجاة ،، لكن..
كان لـ قوى خفية دور، وعلى مقعد الساحة ،، وبتطفل عجوز لا يكف عن حشر انفه، ساومه احدهم على عُشر الكنز فيما لو علّمه كيف يصل اليه !!

انه ملكي صادق .. ملك سالم ، عجوز لم يكتفي برؤية حالم، اضاع كنزه برعي الاغنام والسعي وراء الكلأ والملأ ،، واصر على ان يعيش الشاب أسطورته الشخصية ! ،، وبالمقابل تعهد برعاية الاغنام الى ان يعود سينتياغو بعُشر الكنز المخبأ في اهرامات مصر..

آثر ان يسعى وراء كنزه ،، لكن كان يتوجب عليه عبور الصحراء ،، وفي احدى واحاتها قُدّر له بان يقابل "الخيميائي" ، رجل يتقن اللغة الكونية ، اخذ على عاتقه مساعدة الشاب لايصاله الى الاهرامات، وفي طريقهما علّم سينياغو التحاور مع الريح، السحاب، الشمس بل .. اصبح رجلا يجيد لغة الصحراء !!

وتحت ضوء القمر، عند اهرامات مصر، وكما اخبره المنام، وجد كنزه ! الذي بدوره دلّه على كنيسة مهجورة ، سقفها قد انهار منذ زمن، يوجد بالقرب منها شجرة جميز عملاقة، اسفلها هناك صندوق ذهب :)

ملخصي للرواية.. 



الخيميائي ،، الاسطورة الشخصية ،، اللغة الكونية ،،القوى الخفية !! ..... اي طلاسم هي هذه ؟!

كـ حال اشياء كثيرة، قد تبدو تلك الكلمات اشبه بشيفرة "دافنشي" تحتاج الى عالم خبير لفكها، لكن الامر دوما على هذا النحو عندما يتعلق باحدى اعمال الروائي البرازيلي "باولو كويلو"، -وهذا ما اعتاد عليه قرّاءه-  لتصبح "طلاسمه" اشبه بسمفونية يتميز بها كويلو ولا احد غيره !

الخيميائي..
ابداع فاق الحدود، استحق ان يكون من اكثر الكتب مبيعا على مر التاريخ ،، يستعرض كيف يمكن لحالم ان يقلب حلمه الى حقيقه، بمجرد ان يؤمن بذلك !، وكيف له ان يحسم النزاعات التي تشوب بداخله لتعصمه عن تحقيق حلمه،،
لمن قرأ الرواية اراهن ان شيئا ما تغير بداخله، ولمن لم يقرأها فلا اجد لي نصيحة له سوى قرأتها .

اما بالنسبة للمقتطفات..
فعندما تكون الخيميائي فلا وجود لمقتطفات .. فكل كلمة فيها تحمل شئ ما لذوي الألبـاب..


تحياتي
^_^

14‏/09‏/2011

يا أبي إينوفا..


كنت قد سمعت تهويدة لانشودة جاذبة بالحانها عذبة بصوتها ،، لم تكن كلماتها مفهومة بالنسبة لي لانها بلغة لم اعهدها، لوهلة ظننتها هندية O.o،، لكن اثار اهتمامي غرابتها بل ووجود كلمات عربية خفية !! .. واضحة لمن ينصت ،، لم تكن تلك الكلمات عربية فصحى لكن اكتفيت بان تكون عربية لأعرف ماهي ؟!

وبعد البحث والتنقيب وسين مني وجيم من هناك، تبيّن انها لغة  تُسمى بـ "الأمازيقية" او البربرية .. لغة جداً قديمة - قِدم اللغة الفرعونية -، تعود باصولها لسكان شمال افريقيا، وبالتحديد بلاد المغرب العربي ..
وعلى الرغم من قدمها، وانتشار العربية في تلك البلاد الا انها لا تزال ناشطة وقوية يعتز بها ناطقوها، فهي اشبه بـ هوية لاصحابها "الأمازيغ" ،،
وفي الجزائر هناك جهود حثيثة لجعل الأمازيقية لغة رسمية كاللغة العربية، اما في المغرب فلاقت الجهود صدى واصبحت تُدرس في المدارس..

هاكم  تهويدة من اروع ما سمعت.. :)

يا أبي إينوفا ~إدير



لمن يرغب بمزيد من المعلومات، انصحك بزيارة الصفحة هذه

02‏/09‏/2011

خواطر7 .. لكل مشكلة شُزوملار !



لقاء يتجدد مع قناة mbc لكن هذه المرة على خلاف السابقة سألقي الضوء على محتوى نوعي ومتنوع تألقت به الشاشة العربية حتى انه حاز باجماع الاحصائيات والارقام على رقم 1 كبرنامج ديني، وكان ضمن افضل 10 برامج مختلفة عُرضت خلال شهر رمضان،، 


خواطر7
برنامج شبابي، تثقيفي، وترفيهي، فكرة وتقديم أحمد الشقيري، يسلط الضوء على اهم المشكلات التي تعاني منها الشعوب العربية في بلدانها، وبالمقابل يعرض افضل الحلول التي يمكن اتباعها بغض النظر عن المكان ،،
تميّز البرنامج باسلوب سريع يتماشى مع شباب العصر، مُركّز، مدته قصيرة حيث كانت الحلقة الواحدة تتراوح مدتها ما بين 17-21 دقيقة، ويناقش مواضيع واقعية على مرأى ومسمع الكثيرين، هذه الاسباب مجتمعة كانت سر النجاح الباهر للموسم السابع من برنامج خواطر ..

إحسان
هذا هو الشعار الذي ردده الشقيري خلال برنامجه، احسان= ان تعبد الله كأنك تراه في كل شئون حياتك .. احسان العمل، احسان التعامل، احسان الظن في الناس، احسان الى النفس والى الآخرين.

عجيبة !!
وزير يذهب لعمله بالدراجة، مدرسة مفتوحة، صابون في الحمامات العامة، شفافية في المحكمة، كبار سن يلعبون الرياضة وغيرها من "العجائب" التي تم عرضها واثارت دهشة المشاهد العربي ،،
فكيف يمكن لسجين ان يذهب للتسوق داخل السجن كما هو الحال في كوبنهاجن، او يكون له مهنة يمتهنها كما في النرويج،،
وهل يعُقل ان يكون لجميع المواطنين الحقوق ذاتها –كأسنان المشط- باختلاف اجناسهم وحالاتهم المادية لمجرد انهم مقيمين بنفس الدولة !!
بل وتخيلوا في تركيا يُخصص يوم لاطفال المدارس يكونون فيه هم الحكومة !! فعلا عجيب !

 اطلبوا الحل ولو في الصين
بحثا عن حلول جاب الشقيري 9 دول حول العالم، ومن الدول التي سافر إليها فنلندا والدنمارك، والنرويج، وتركيا، والصين، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، ومصر، مستعرضا الفجوة بين ما يكون في بعض الدول وبين ما يفترض ان يكون  في البعض الاخر،- الفرق الذي يصنع الفرق-  في سعي لنقل الحلول والابداعات للعالم العربي والاسلامي، ونشر فكرة الممكن !، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

 الشعب يريد ..
اعتمادا على مقولة "الشعب يريد.." التي انطلقت في الثورات العربية ورددها ملايين المحتجين ،، الشعب يريد عدل، حرية، نظام، مكتبة لكل مدرسة، وسائل حديثة للتعليم، الشعب يريد مواصلات افضل واسرع، سكن مؤهل للحياة البشرية، وطناً يحفظ كرامته، ببساطة .. الشعب يريد حياة كريمة !

 الحلم والرسالة
رسالة خواطر لهذا الموسم بدت جليّة واستشعرها جميع من تابع البرنامج ،، وهي الشعور بالالم .. لكن ليس الم لاحباط ولكن الم لامل !،،
 اما الحلم فيكتمل عندما يحيا كل فرد في البلاد الاسلامية حياة كريمة وبإحسان ! 



تحيـاتي
وكل عام وأنتم الى الله أقرب

29‏/08‏/2011

ختاماً لسلسلة الخالـدون..



        "اكتشف نفسك، وكن من أنت، تذكر ليس على وجه الأرض مثلك" ~ ديل كارنيجي
  مؤلف أمريكي وصاحب كتاب الخالـدون


 " لقد بدا لي انه لو تم تقوية هذه الاشعة وتطويرها 
والتحكم بها فانه بالامكان ارسال اشارة عبرالفضاء لمسافات طويلة ،،
  ان مشكلتي الرئيسة تكمن في ان الفكرة بدائية جدا وبسيطة جدا
في منطقها الى درجة انني اعتقدت انه من الصعب تصديق 
ان احدا آخر غيري لم يفكر في تطبيقها لقد جادلت نفسي قائلا
 لابد أن يكون هناك علماء أكثر نضجا مني قد تتبعو خط التفكير نفسه
ووصلوا الى نتائج مماثلة تقريبا" ~ جوليلمو ماركوني
مخترع اللاسلكي 


"البرجوازية تخاف من حركة الجماهير اكثر مما تخاف من الرجعية" ~نيكولاي لينين
زعيم الثورة الروسية 


"البشر غير عقلانيين وغير منطقيين وأنانيين، أحببهم رغم هذه الصفات كلها" ~ الأم تيريزا
حائزة على جائزة نوبل للسلام 


"الحزن المُطلق مستحيل مثلما هو الفرح المُطلق" ~الكونت ليو تولستوي
روائي وفليسوف روسي


موزار ~موسيقي نمساوي من العباقرة 
_ _ _ _ 
تلك نُخبة من شهب كُتب عليها ان تحترق لتُنير عصورها .. منهم من قرأنا له ومنهم لم نسمع عنه قط .. لكن حتماً لكل منهم قصة نجاح نستفيد منها بطريقة او بأخرى .. قصة جعلتهم من الخالـدين !
والقائمة تطول.. 


تحياتي

26‏/08‏/2011

الخالـدون (4) جورج برناردشو


يزخر العالم باسماء كثيرة لامعة يشار الى اصحابها بالبنان، ولكن ليس فيه الا العدد القليل من المشاهير الذين يُعرفون بالاحرف الاولى من اسمائهم !، وأحد هؤلاء القلائل رجل ايرلندي معروف بالحروف الاولى من اسمه وهي "ج.ب.ش" ..


"ج.ب.ش" هي الحروف الاولى لاسم جورج برناردشو الحائز على جائزة نوبل للآداب في سنة 1926 ،، مؤلف مسرحي، وخطيب، وناقد فني وأدبي فذ ..

حياته.. 
ينتمي والده الى عائلة ايرلندية طيبة، ولكن امه حُرمت من ميراثها لان عمتها الغنية لم تكن راضية عن زواجها به ،، وساءت الاحوال المالية بالاسرة فاضطر جورج برنارد ان يكسب العيش بعرق جبينه وهو في الخامسة عشرة من عمره، وقد ظل يشغل طيلة العام الاول وظيفة كاتب باجر يقل عن جنيه واحد في الشهر ! ،، ومن سن السادسة عشرة الى العشرين اضطلع بمسئولية متجر كان يقوم بكل عمل فيه تقريبا مقابل خمسة وثلاثين شلنا بالاسبوع، لكنه كره الوظائف لانه كان قد تربى في بيت تُحرق فيه الشموع امام محراب الفن والموسيقى والادب ..

العزيمة الجبارة تجعل المستحيل ممكنا !
وقبل ان يحتفل بعيد ميلاده العشرين حدث نفسه قائلا: " ليس لي الا حياة واحدة لأحياها ولن اضيعها في وظيفة كتابية !" ،، وهكذا ما ان حل عام 1876 حتى احرق كل الكباري التي تربطة بالوظيفة ثم رحل الى لندن حيث كانت امه تكسب عيشها من اعطاء دروس في الغناء، وهناك بدأ اشتغاله بالادب، الذي قدر له ان يدر عليه ثروة طائلة ويجعل له اسما مدويا في مشارق الارض ومغاربها، لكنه سار في طريق مملوء باشواك الفشل مدة طويلة من الزمن، فظل يكتب تسع سنين كاملة وهولا يلقى نجاحا ولا يفوز بطائل وبالرغم من ذلك فقد صمم على ان يكرس كل وقته للكتابة ،،
 ومن العادات التي انتهجها دون ان يحيد عنها بعد ذلك قيد انملة، انه كان يكتب كل يوم خمس صفحات كاملة، سواء وجد في نفسه ميلا للكتابة او لم يجد، ويقول برناردشو في هذا الصدد: "كانت بقايا من صفات التلمذة والووالوظيفة لا تزال عالقة بي، حتى اني كنت اذا انجزت الصفحات الخمس المقررة لليوم، اقف عند هذا الحد ولو لم اكمل جملة مفيدة يحسن السكوت عنها !، خمس صفحات وكفى، لا اكثر ولا اقل !"
وفي كل هذه السنوات التسع التي قضاها في الكتابة لم يكسب من قلمه الا خمسة جنيهات اجرا لكتابة مقال عن الطب كلفه به احد المحامين لسبب غير مفهوم ،، وفي مرة اخرى كسب جنيها واحدا لقيامه بفرز الاصوات في ايام الانتخابات.

الخطيب الثائر كان فتا خجولا !!
ولا يكاد العقل ان يصدق ان برناردشو الخطيب الجرئ الذي كان له وجه كالصوان يستطيع به ان يقف امام الجموع الحافلة ليندد بقوانين الزواج، وينتقد النظم الدينية، ويسخر من الاوضاع الديموقراطية، والذي لم تسلم من لسانه كل التقاليد البشرية المرعية الجانب، كان يعاني في صباه من الخجل والحياء ومركب النقص..
لكنه اهتدى اخيراالى اضمن وافضل وسيلة للتغلب على الخوف والجبن، حين التحق بجمعية للمناظرة وتعلم كيف يخطب في الاجتماعات العامة ..  وفي المرات القليلة الاولى التي وقف فيها خطيبا كان يلعب بعقول سامعيه وينتزع المديح من افواههم، حتى انهم كانوا يختارونه رئيسا للاجتماع القادم .

وفاته..
ومع ان برناردشو ولد في عام 1856 فانه كان يقول انه جدا منشغل بالحياة بحيث لا يجد متسعا من الوقت للتفكير في الموت ! ،، وقد عمر طويلا فمات في عام 1950 وله من العمر اربعة وتسعون عاما ،، مات وان عاش اسمه من الخالدين، ومن اقواله الماثورة في هذا الصدد : "اني احب الحياة للحياة نفسها .. وليست الحياة عندي شمعة قصيرة الاجل، بل هي شعلة متوهجة، امسك بها ما دمت حيا، ثم اسلمها للاجيال المقبلة على ما هي عليه من التوهج والتألق .."

24‏/08‏/2011

الخالـدون (3) روكفيللر


أعظم من اكتسب المال، وأعظم من أنفقه في تاريخ العالم بأسره !


جون دافيدسون روكفللر مالي امريكي، اشتهر بفعل الخير وتكريس امواله لاوجه البر، جمع ثروته من استخراج البترول، والتعدين، وصناعة الفولاذ، وغيرها من الصناعات،،
قُدرت ثروته  وهو في الحادي والخمسين من عمره بما بين 5000,000,000 – 1,000,000,000 دولار، فكان اول بليونير في دنيا الدولار !
كان من اقصى امانيه ان يعيش حتى يبلغ المائة ،، ولكن تصلب شرايين قلبه ادى الى وفاته سنة 1937 وكان في الثامنة والتسعين.

وقد ربح جون روكفللر اول "شلن" في حياته من مساعدته لامه في تربية الدواجن، وقد ظل حتى اخر يوم في حياته يحتفظ بقطيع من الديكة الاصيلة في ضيعته البالغة مساحتها 8000 فدان، احتفظ بها لتذكره بصور طفولته الغابرة .. وقد كان يدخر كل فلس تعطيه اياه امه مقابل تعهد الدواجن في فنجان مكسور يحتفظ به فوق رف المدفاة ..
ثم عمل في مزرعة بأجر قدره شلن ونصف في اليوم، فكان يدخر كل اجره حتى جمع مبلغ عشرة جنيهات، اقرضه لمخدومه بفائدة قدرها 7 بالمائة، واذ ذاك اكتشف ان جنيهاته تدر عليه في العام ما يوازي اجره عن عمله الشاق عشرة ايام !!.. فقال:" ومنذ اكتشفت هذه الحقيقة، اعتزمت ان اجعل المال عبدا لي، لا ان اكون عبدا له !"

ولم يدرس روكفللر يوما في جامعة، وانما التحق عقب دراسته "الثانوي" بمدرسة للتجارة لبضعة اشهر .. ثم زهد في الدراسات العلمية وهو في سن 16، ومع ذلك فقد تبرع لجامعة شيكاغو بهبة قدرها 10 ملايين جنيه !

في حياة "جون د. روكفللر" ثلاث عجائب خارقة:
اولها انه جمع من المال ما لعله يعد اضخم ثروة في تاريخ الانسانية، وقد بدأ حياته بفلاحة الارض وزراعة البطاطس تحت وهج الشمس المحرقة، مقابل بنسين (8 مليمات) في الساعة !
والعجيبة الثانية في حياة روكفللر انه تبرع بمبالغ من المال تفوق ما تبرع به اي انسان في التاريخ، فقد بلغ مجموع تبرعاته 150 مليون جنيه !
وثالث العجائب ان روكفللر عاش حتى 98 برغم من انه تلقى آلاف الخطابات التي يهدده كاتبوها بالقتل -فقد كان من اكثر الرجال المكروهين في امريكا- !

سر طول العمر
لعله قد ورث "الاستعداد" لطول العمر عن والديه واجداده .. لكن الذي قوّى من هذا "الاستعداد" طبيعة الرجل الهادئة التي كانت تحميه دائما من الانفعال والعجلة.. ثم حرصه على اخذ قسط اضافي من النوم اثناء النهار .. من قبيل انه حين كان يراس شركة ستاندرد للبترول، كان يحتفظ في غرفة مكتبه بكنبة عريضة يخلد عليها للنعاس لمدة نصف ساعة عند ظهر كل يوم، وقد استمر على هذه العادة حتى نهاية حياته.

تدين واستقامة مثاليان
وكان روكفلر على الدوام مواظبا على الذهاب للكنيسة، وفي شبابه كان يتولى تدريس الدين في اجتماعات مدارس الاحد، وكان متدينا، مستقيما، لم يرقص قط .. ولا لعب القمار .. ولا دخل مسرحا .. ولا دخن سيجارة .. او شرب كاسا من الخمر ، وكان يصلي قبل تناول كل وجبة طعام ويقرا في الانجيل وكتب الصلوات كل يوم ..! 

15‏/08‏/2011

الخالـدون (2) هيلين كيلر


اغلق عينيك .. فمك .. وأذنيك، وحاول التواصل مع من حولك .. هل يمكنك ؟!
_ _ _ _

"انـا لـم أعـد خرسـاء !"
تلك كانت اولى الكلمات اللاتي نطقت بها المرأة العمياء الصماء البكماء التي اثبتت انها –برغم عاهاتها الثلاث الرئيسية- انفع للانسانية من كثير من البشر ..

هيلين آدمز كيلر
 مؤلفة وباحثة اجتماعية امريكية، تعتبر من اعجب شخصيات القرن العشرين كما كانت من اعجب شخصيات  القرن التاسع عشر ..

عندما ولدت كانت طفلة عادية من كل وجه ..فلما صار لها من العمر سنة ونصف-(كانت خلالها تسمع وترى وتوشك ان تتكلم)- حل بها مرض اصابها بالصمم المفاجئ، والبكم والعمى، حتى صارت عبارة عن كتلة من اللحم الحي .. مجردة من كل الحواس الانسانية !

ثم اخذت تنمو وتكبر وكانها حيوان متوحش في غابة .. تحطم كل شئ لا يروق لها، وتحشر الطعام في فمها بيديها كلتيهما .. واذا حاول احد ان يردها عن ذلك انطرحت على الارض وراحت ترفس وتضرب الارض محاولة ان تصرخ، ولكنها لا تستطيع ..
الامر الذي استوجب على والديها طلب المساعدة من معهد "بيركنز" للعميان في مدينة بوسطن، والذي بدوره قام بارسال معلمة خاصة "آن مانسفيلد سولفيان" والتي كانت بمثابة الملاك الذي ارسله الله لهيلين، اذ احدثت تغييرا جذريا في حياتها لم يسبق له مثيل،  ومن تلك اللحظة اكتشفت هيلين ان هناك لغة انسانية يمكنها ان تتفاهم بها مع الناس، وبدات تحب الحياة، وتتلهف في نهاية كل يوم على مطلع اليوم الجديد الذي يليه ..

المعجزة البشرية !
هيلين كيلر عمياء تماما، ولكنها قرات مع ذلك من الكتب اكثر مما استطاع كثير من المبصرين ان يقراوا، ولعلها قرات مائة ضعف ما قراه الرجل العادي المتوسط .. بل انها "الفت" سبعة كتب، كما الفت فلما سينمائيا عن حياتها ومثلت فيه .
كما انها صماء تماما، ومع ذلك فهي تستمتع بالموسيقى ما يفوق حظ الكثيرين من ذوي الآذان السليمة
وقد سلخت من عمرها تسع سنوات وهي بكماء لا تنطق حرفا .. ومع ذلك القت محاضرات في كل ولاية من الولايات المتحدة الامريكية، وطافت بجميع بلاد اوروبا وبعض بلاد افريقيا ..
اما حاسة اللمس فهي مرهفة جدا عندها، حتى انها تستطيع ان تفهم ما يقوله اضقاؤها اذا وضعت اناملها برفق على شفاههم وهم يتكلمون، وتستطيع ان تستمتع بالموسيقى اذا وضعت اناملها على خشب الكمان او البيانو اثناء العزف .. وبالطريقة نفسها تستمع الى المذياع بان تتحسس التموجات الصادرة عن بوقه وتستمع الى الغناء بان تضع اناملها على حنجرة المغني او المغنية ..
واذا صافحتها بيدك اليوم، ثم قابلتها بعد خمس سنوات، تذكرتك فورا بمجرد لمسها يدك .. بل وتعرف فورا ان كنت مسرورا او منحرف المزاج !! 

ومع انا العدد الغالب يعتقد ان اشد كارثة تصيب الانسان هي ابتلاؤه بالعمى، الا انه هيلين كيلر قد اقامت الدليل في مذكراتها على ان الصمم كارثة افدح كثيرا من العمى ،،
ففي ساعات الظلام الحالك والصمت البالغ اللذين يفصلانها عن العالم ويجعلانها بمعزل عنه، لا تتوق الى شئ قدر اشتياقها الى سماع همسة بشرية تنبعث من فم احدهم ،، فالاصوات في اعتقادها اهم كثيرا للانسان من الاشكال والالون ..




الحياة اما أن تكون مغامرة جريئة، أو لا شيء ! ~هيلين كيلر


تحياتي 

14‏/08‏/2011

الخالـدون (1) وليم شكسبير


لم يلق احدا بالاً اليه وهو على قيد الحياة .. بل ان اسمه ظل شبه مجهول خلال المائة عام التالية لوفاته .. لكن منذ ذلك التاريخ حتى اليوم كُتبت عنه آلاف الكتب، وملايين الكلمات، واثار اسمه من التعليقات على ادبه وشخصه اكثر من اي اديب آخر في تاريخ العالم .. بل ان ان آلافا من الناس "يحجون" كل سنة الى المكان الذي ولد فيه ..


وليم شكسبير شاعر الانجليز وكاتبهم الاعظم !
انتج اربعا وثلاثين مسرحية، بين فكاهية وتاريخية وتراجيدية، الى جانب القصائد والمقطوعات الشعرية التي بلغ عددها 154 ،، لم يتلق من الدراسة الا ما يعادل المرحلة الاولية، والتحق في الثانية والعشرين بفرقة مسرح "بلاكفريارز" بلندن، فلم ينقض عام حتى غدا صاحب المسرح .
ولو عقدنا مقارنة بين عصر شكسبير وعصرنا الحاضر، لادركنا اننا نعيش الان في ايام رخيَّة هنيئة بالقياس الي تلك الايام .. ففي زمن شكسبير كان نصف سكان البلدة يعيشون على البر والاحسان، كما كان اكثرهم امين، بل ان والد شكسبير ووالدته واخته وابنته ثم حفيدته .. كانو جميعا يجهلون مبادئ القراءة والكتابة !!

زواجٌ .. إجباري !
ومن عجائب المفارقات ان مأساة شكسبير كانت زواجه ! ،، كان قد احب "آن هويتلي"، لكنه في الساعات المتاخر من الليالي المقمرة كان يمتحن الاقدار باللهو مع فتاة اخرى هي "آن هاثاواي" .. فلما علمت آن هاثاواي ان حبيبها ينوي الزواج بغيرها صعقت وجنت فزعا وبأسا .. وفي نوبة باسها اندفعت تطرق ابواب جيرانها لتبكي عارها امامهم،وتوضح لهم لماذا ينبغي على شكسبير ان يتزوجها، واحس جيرانها البسطاء الطيبون بالخزي الذي تعانيه التعسة، واستبشعوا فعلة الشاب، فمضوا في الي اليوم التالي مباشرة الى دار العمدة والجهات المختصة وشرعوا في اتخاذ الاجراءات الرسمية لتزويج شكسبير من ضحيته آن هاثاواي ..
تزوج في سن الثامنة عشر وكانت العروس تكبر عريسها بثمانية اعوام، ومنذ البداية كان زواجهما رباطا تعسا، وقد حذر شكسبير فيما بعد قراء رواياته الرجال من ان يتزوجوا نساء يكبرنهم في السن ..
ولم يترك لزوجته في وصيته ولا بنسا واحدا ! لم يترك لها غير سرير نومه المستعمل .. وحتى هذا لم يفكر فيه الا آخر لحظة، فكتبه حشرا بين السطور بعد ان انتهى من صياغة وصيته .
 _ _ _ _

وبعد وفاته بسبع سنوات نشرت مسرحياته لاول مرة في صورة كتب .. وانت تستطيع اليوم الحصول في نيويورك على نسخة من تلك الطبعة الاولى مقابل 250 الفا من الجنيهات، مع ان مؤلفها شكسبير نفسه لم يقبض اجرا على بعض مسرحياته الخالدة ذاتها مثل هملت او مكبث او حلم ليلة صيف اكثر مما يوازي الان مائة جنيه للواحدة !

وقد راجت في وقت من الاوقات شائعات وأُلفت في ذلك عشرات من الكتب تزعم ان كاتب مسرحيات شكسبير هو سير "فرنسيس بيكون" وليس شكسبير، وان هذا الاسم الاخير ما هو الا اسم وهمي مستعار اتخذه بيكون ليستتر وراءه خجلا من ان يكتب نبيل في الحب، ويمثل ما يكتبه على المسارح ، وبالتالي تزعم تلك الشائعات ان شكسبير شخص خيالي لم يوجد اصلا !!
الا ان الباحث المحقق "دكتور ثانتباوم" الذي الف كتبا عن شكسبير قال ان هناك ادلة قاطعة تؤكد ان مؤلف مسرحيات شكسبير هو "وليم شكسبير" الذي ولد وعاش زمنا في بلدة "سترانفورد أون أفون" .

يُقدّرون أمواله .. لا أدبه !
وعندما مات شكسبير دُفن في كنيسة بلدته الصغيرة "سترانفورد" امام منبر الواعظ .. ولم يكن ذلك  تقديرا لعبقريته، بل ان الشاعر الذي صار فيما بعد قطاب الادب الانجليزي وعماده الاول، انما دفن في تلك الكنيسة لانه كان يقرض الاموال لاهل بلدته .. ولو لم يفعل ذلك مبتكرا شخصية المرابي شايلوك –تاجر البندقية- لكانت عظامه اليوم ضائعة المعالم في قبر لا يعرف احد مكانه !


لا ترى كل ما تراه عيناك .. ولا تسمع كل ما تسمعه أذناك ! ~ شكسبير


تحياتي 

05‏/08‏/2011

بـعضُ الأشــخَاصْ



يمكن لبعض الاشخاص ان يُعيدو ترتيب حياتك وافكارك وكل احلامك ..
أشخاص يدفعوك لان تخط دروبا جديدة في حياتك وترتدي احلاما غريبة عن افكارك وتلاحق أمال جديدة في ايامك ..
هؤلاء الذين يظهرون من العدم في ظلمة عمرك فتشعر ان الدنيا باتت ضياءاً !
هؤلاء الذين ترى في اعينهم نجوما تقودك عبر ظلمة الدروب ..
هؤلاء الذين تستطيع بكل ثقة ان تمسك بيدهم وتنطلق نحو الغد دون خوف انطلاقا


هم اشخاص يظهرون لك الالوان التي لم تكن تراها من حولك ويسمعوك النغمات التي لم تكن تعيها من حولك ويرونك ورود مزروعة في دربك لم تكن تراها من قبل ويضيفون بلمساتهم نكهات مميزة لايامك بت تستهويها ..
ويرون بكلماتهم قصص مشوقة تأسرك لا تريد ان تنهيها وياخذوك الى مناطق داخل فكرك لم تكن تعيها 


هؤلاء الذين يصنعون في نفسك حربا بين عقلك و حدسك ،،
فعقلك الذي يحاول عابثا طردهم من حياتك لانه اعتاد النظام ولم يعتد التغير ويحاول دائما البحث عن مبررات لابعادك عنهم ولاغنائك عن هذا التغير المفاجىء، وحدسك الذي يحاول جاهدا ان يدفعك نحوهم لانه يثق بان الحياة تحتاج اشخاص كاولئك يستطيعون تغيير الخرائط من حولك ببسمتهم ..
اشخاص يمكن ان ينهار المستقبل باكمله بنظرتهم ..
اشخاص يستطيعون ان يدفعو الانسان الى مناطق ما كان يوما ليصل اليها بدونهم !
ان كلماتهم و نظراتهم وابتساماتهم هي التي تقودنا دائما عبر الصعاب وهي التي تشذب المشاكل والهموم والاهات وهي التي نلجا اليها عندما تغلق في وجوهنا الابواب 


احيانا تجد نفسك عاجزا عن شكرهم، عاجزا عن مجازاتهم، عاجزا حتى عن التعبير عن امتنانك لهم لانهم معك لانهم حولك لانهم هم الذين ظهروا في دربك ..
واحيانا لاتعي وجودهم حولك رغم كل ما يقدموه من اجلك رغم كل الاحتراق لانارة دربك الا انك لاتراهم ربما لاننا لاننظر جيدا او ربما لاننا لا نريد ان ننظر جيدا ولكنهم موجودون شئنا النظر ام أبينا ..!


فلكل اولئك الاشخاص الشكر لانكم اعطيتم للحياة معنى
ولكل اولئك الاشخاص الامتنان لانكم حمستم فينا الهدف والمغزى
ولكل اولئك الاشخاص فائق الاحترام لانكم بكل بساطة حولنا


* بعضهم يعرفون تماما اننا ندرك وجودهم واننا احيانا لانستيطع ان نجازيهم او نعترف لهم بامتنانا لهم، ويتقبلون ذلك لانهم من اولئك الاشخاص :)


بقلم ..
 محمود أغيورلي



وبعض الأشخاص يجعلون حياتك سعيدة، لمجرَّد تواجدهم فيها ! ~


تحياتي
^_^